السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إخوتي في الله في موقع الشبكة الإسلامية..
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه خدمة لدين الله .. ونصرة لحبيبنا صلى الله عليه وسلم
إخوتي في الله.. هناك بعض المواقع الأجنبية لتحميل الصور والملفات مشهورة ومتداولة بين الشباب المسلم وللأسف الشديد ...
هده المواقع تتبع سياسة خبيثة لضرب القيم والأخلاق ونشر الفساد والتحريض على الزنى والضياع.
إخوتي في الله
والله العظيم وجدت رابطا على منتدى إسلامي لتحميل فيديو وعظي يذكر بالموت والدار الآخرة بعدما تبعت الرابط دخلت على موقع غربي مشهور لتحميل الفيديو فإذا بي أحاط بصور لنساء كاسيات عاريات ... ومناظر يستحي المرء عن ذكرها ...
إخوتي في الله كيف لمن يرتاد تلك المواقع أن يسلم من الفتن والضياع في ظلمات المواقع الإباحية ... ولا حول ولا قوة إلا بالله درس أو محاضرة دينية تفتح لك أبواب جهنم على مصراعيه
للأسف إخوتي في الله وقلبي يتحسر ألما وحزنا هده المواقع منتشرة بكثرة بين الشباب على المنتديات الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله مواقع تنشر الدعارة والزنى والانحلال الأخلاقي منتشرة على مواقع إسلامية دون قيد أو شرط ... حسبنا الله ونعم الوكيل.
إخوتي في الله أناشدكم أن تساعدونا في عمل حملة لتطهير المنتديات الإسلامية من المواقع الإباحية لتحميل الملفات ... والحمد لله البديل من المواقع الإسلامية لتحميل الملفات موجود حاليا ...
لم يصل بعد إلى مستوى التميز لكن ولله الحمد يفي بالغرض ويمكن الاستغناء عن تلك المواقع الإباحية نناشدكم لوجه الله أن تقدموا كلمة للشباب تحذره من ارتياد تلك المواقع بل وتحرمها خصوصا أن هناك البديل
هذه الكلمة ستكون محور حملتنا إن شاء الله ... جعلها الله في ميزان حسناتكم وأثابكم جنة الفردوس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله – تبارك وتعالى – أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق.
وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من فرسان الإنترنت الذين يرفعون راية تطهيره من هذه الأشياء المحرمة، وأن يعينك وإخوانك على أن تستفيدوا من هذه النعمة التي إن أحسنت استغلالها كانت نعمة وإن أسيء استغلالها كانت نقمة، وأن توظفوا لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنك تعلم أن الإنترنت أشبه ما يكون بميدان معركة فسيح، المعارك العسكرية غالبًا ما تكون محدودة الأماكن والجهات، يعني جبهات طول معين وعرض معين وبقعة معينة، أما الحرب عبر الإنترنت فهي معركة في الكون كله، لأن الفضائيات هذه جعلت العالم كله كما لو كان قرية صغيرة موحدة.
والإنترنت هذا يربط الدنيا كلها، فهو الآن عبارة عن ميدان فسيح لمعارك ما بين الحق والباطل وبين العفة والفضيلة وبين الفواحش والرذيلة، معركة ما بين الإسلام والكفر، معركة ما بين القيم والمبادئ وما بين التحلل والانحلال والفوضى والإجرام، معركة ما بين الخير والشر كما ذكرت.
فإذن هذه المعركة كلٌ يستخدم فيها ما يمكن من أسلحة، وأنت تعلم الأمة الإسلامية حدد الله لها الأسلحة التي يجوز لها أن تستعملها، ووضع لها ضوابط وقيود حتى في حربها مع عدوها، فنحن أمة قيم وأمة مبادئ وأمة أخلاق.
ومن قواعد شرعنا أن الغاية لا تبرر الوسيلة، وإنما ما دامت الغاية نبيلة وشريفة فلابد أن تكون الوسيلة كذلك، نحن لا نعرف ما يعرف غيرنا من الخسة والدناءة ومن الحقارة والضعة وإنما نحن أمة قال الله لنبينا: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
فإذن هذه الأخلاق تأبى منا أبدًا أن ننازل الناس بمثل ما يفعلون من فساد، ولكنَّ المشكلة أن هذه الحرب - كما ذكرت – هي عبارة عن كر وفر، وهم يتمددون قطعًا في فراغ المسلمين، لأننا إلى الآن لم نصل بعد إلى المستوى اللائق في الحرب مع أعدائنا عبر الإنترنت، ما زالت إمكاناتنا متواضعة - كما لا يخفى عليك – ولذلك هذا يسمح لهم بأن يتمددوا في هذه الفراغات التي تركها الشباب المسلم من أمثالك.
ومن هنا أقول - بارك الله فيك -: حل هذه المسألة لن يكمن إلا من خلال المسلمين أنفسهم، فتوعية الأخ المسلم الذي يدخل هذه المواقع أن يعلم أن وقته أمانة وأنه مسئول عنه بين يدي الله تعالى، وأن ضياع الأوقات في غير طاعة قطعًا سيعتبر حسرة وندامة يوم القيامة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بقوله: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه.
وعن شبابه فيما أبلاه...) فنحن نسأل عن الزمن بسؤالين: عن العمر كله وعن مرحلة الشباب خاصة، فينبغي علينا ألا نضيع أوقاتنا مع هذه الآلة أو مع هذه الخدمة حتى وإن لم تكن هناك معاصي، وإنما حتى مجرد التصفح وضياع الوقت هذا يعتبر بالنسبة لنا إهدارا لطاقة من أهم الطاقات وتبديدا لقدرة من أعظم القدرات وهي الوقت، لأن الوقت هو الحياة.
ولذلك لا ينبغي لي أبدًا أن أدخل هذا الجهاز بقصد التسلية؛ لأن هذه جريمة في حق نفسي وفي حق الأمة، تسلية وضياع الأوقات تضيع من عمرك ساعات كان من الممكن أن تدخل الجنة في دقيقة، فتضيع ساعات متواصلة.
بعض الأخوة يظل على هذا الجهاز إلى الفجر ولا يقدم نفعًا لا لنفسه ولا لغيره أكثر من التردد أو الانتقال من موقع إلى موقع ومشاهدة أشياء قد تكون مباحة فما بالك بالحرام، الحرام له شأن آخر، لأني الآن إذا عصيت الله عبر هذا الجهاز كأني عصيته في غير ذلك، معصية عادية.
فإذا نظرت للحرام وإذا استمتعت بالحرام وإذا مارست الحرام أكون قد فعلت نفس الشيء، وبذلك ينبغي علينا أن نعلم بأن هذا الجهاز خطير ومدمر لمن لم يحسن التعامل معه ويتعامل معه بمصداقية المسلم الصادق العفيف الفاضل.
الذي يعلم أنه مستهدف وأن أعداء الإسلام لن يتوقفوا عن الكيد له والدس والمكر به ليلاً ونهارًا حتى يصرفوه عن دينه، يزينون له الباطل ويجملون له المعاصي ويحببون له الوقوع في المنكرات خاصة قضية الشهوة كما تعلم من أعظم الأبواب التي تذل العابد وتخرجه من محرابه.
أنت تسمع الكثير في كتب التاريخ عن عباد من بني إسرائيل عبَدَ الواحد منهم ربه سبعين عامًا لم يرتكب ذنبا واحدا، وعندما تتراآى أمامه مسألة الشهوة يتساقط ويتهاوى فورًا، لأنها من أخطر الحروب التي تُشن على أصحاب القيم والمبادئ.
ومن هنا النبي - عليه الصلاة والسلام – بيَّن أن أخطر ما يخاف على هذه الأمة إنما هو النساء، {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين} أول شهوة شهوة النساء، والنبي حذر منها - عليه الصلاة والسلام – وأعداء الإسلام يعلمون خطورة المرأة على الرجل وخطورة الرجل على المرأة، ولذلك يملأون المواقع بهذه الأشياء التي تتحدث عنها.
إذن - كما ذكرت – أولاً ينبغي أن أعلم أني مسئول عن وقتي، وأن عمري هذا هو رصيدي ورأس مالي فلا أدخل مجرد التفسح أو لمجرد الفرجة أو لضياع الوقت أو للاستكشاف، لأن هذا كله خسارة بالنسبة لي.
ثانيًا: أن أعلم أن دخولي للمواقع المحرمة حرام شرعًا ولا ينبغي ولا يجوز، وأن هذه سأسأل عنها بين يدي الله، لأن الله - تبارك وتعالى – قال: {إن السمع
والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}.
ثالثًا: أن أعلم أن أعدائي يستهدفوني ويستنزفون وقتي، فبدلاً من أقدم شيئًا نافعًا يأخذوني أنا الآن إلى باطلهم، فالواجب عليَّ أن أشعل حربًا مضادة وهي أن أقدم الإسلام وأن أنشر كل ما يمكن نشره عن المواقع الإسلامية الطيبة التي تخدم الدين.
وأن أُرسل عناوينها لكل من يمكن من المستعملين لهذا الجهاز، وأن أجعل هذا من غاياتي حتى أجعلها حربًا متكافئة وحتى أستطيع أن أدخل هذه المعركة وأنا صاحب هدف وغاية، أحقق من خلالها نصر الإسلام والمسلمين.
فإذا دخلنا بهذه النية فإننا - بإذن الله تعالى – سوف ننتصر في المعركة.
أناشد كل أخ لديه خبرة في الإنترنت وخبرة التعامل مع هذا الجهاز أن يساعد في استغلال إمكاناته وخبراته ومعرفته في نصر قضية الإسلام، في الإعلان عن المواقع الإسلامية، في تأسيس مواقع إسلامية متميزة، في نشر المحاضرات والندوات الطيبة على كل موقع، في غزو هؤلاء في مواقعهم كما يفعلون معنا نفعل نحن معهم.
هم يقدمون الباطل نحن نقدم الحق، في الحوار والنقاش عبر غرف الدردشة والبالتوك وغيره وأن نستعد لهذه المعركة بقوة، لأن أعداءنا علموا خطرها فأحسنوا استغلالها ونحن أولى بذلك منهم، فإن هذه بضاعتنا، هذه نعمة من نعم الله ينبغي أن نحسن استغلالها لخدمة دين الله ولصيانة ديننا وأعراضنا وأنفسنا.
ومن هذه الخدمات خدمة الرفع على مواقع الرفع المشهورة، والتي غالبا ما تكون محاطة بمشاهد سيئة، فالأولى استخدام مواقع رفع بديلة نظيفة، أو استخدام المواقع العربية للرفع وهي كثيرة.
أسأل الله أن يوفقك وكل مسلم يتعامل مع هذا الجهاز إلى أن تعافى من مثالبه وأخطاره وأضراره.
وأن تُصبح قائدًا متميزًا في قيادة الحرب على الباطل والرذيلة والكفر والضلال عبر هذا الجهاز الخطير، وأسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق وسائر المسلمين، وأن يستعملنا جميعًا في خدمة دينه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
الكاتب: الشيخ / موافي عزب
المصدر: موقع إسلام ويب